Monday, August 3, 2009

مغازل الخير دوري ,, رائعة الراحل الدكتور عبدالله العتيبي وقيثارة الكويت سناء الخراز

اهداء الى كل من يحب الكويت



الأغنية الوطنية مهمة جدا لأنها جزء من كيان الشعوب ووجدانهم،الولاء والضمير وحب الوطن قد يمثلها جميعها أغنية واحدة تحول القلوب لأعلام تخفق بالانتماء الأبدي والكامل. الكويت مثلاً، حين يعن لها أن تغني أطلقت “سناء الخراز” زغرودة حية للإنسان والأرض، حمامة مسالمة تنظر لأبعد نقطة في الأفق. إنها سناء الخراز التي تلقفتها الموسيقى مبكرا، وتلقفها وطنها صوت وفي وصاعد، صوت صغير كبر في وطنه وكبر وطنه فيه
من ينسى في الخليج وليس في الكويت فقط: ( كلما زادت المحن )، (حباً لغيم المحبة على كويت الأحبة )، (جابر أبونا )، (مغازل الخير)، (هاتي الخيوط السنا ثم اغزليها لنا). من ينسى الصوت الذي كلما كبر رق، وكلما كبر تأنى طلوعه فصار أهدأ!. من ينسى عصفورة الكويت، هذه الحنجرة المقدودة من حنطة خليجية دافئة، وتر تشده حميمية القدم ويدفعه طموح الشباب. إنها الحنين الذي يجمع الكويتين على مطر “يطق يطق” يعيد لل( فرجان) حميمة طينها وأصالة شعورها.
في الحقيقة أن يختار صوت بهذه الرقة أن يجهر بقضية بحجم وطن وان يوقف صوته لها فحتما من
شأن هذا أن يربي قوة في تلك الحنجرة وامتداد طويل أبعد من مدى الرحيل وأقوى من جذور البقاء.سناء لم تبع وعدها للوطن بأن تكون حنجرتها له. رغم اليقين من أنها قادرة على حصد أرباح كثيرة لو قدمت نوعا آخر من الأغنيات. لكنها ليست أي مطربة، إنها طفلة كبرت وضمير اسمه الوطن يتضخم في داخلها. يحول قلبها لوطن جديد يعلم الوفاء والرقي لأجيال مديدة.
أي شيء أجمل من أن يمثل وطناً ما صوت بتلك النعومة والإصرار والجمال، صوت شامخ ومعتز ووفي ولا يخون مبدأه!. أليس في ذلك جزء من ملامح الكويت وإبداعها وإنسانها الجميل!. احترم هذه الإنسانة النبيلة لأن ما تمارسه.. تمارسه بإيمان حقيقي بأن الحب وطن. في الوقت الذي تمجد فيه التافهات باسم الفن، صوت لن يموت في ضمير جيل عرف الوطن يصفق في صوتها.. وعرف الوطن يتمايل كشعور الصغيرات.. وعرف الوطن تخفق فرحته كقلب دف.
لكل ذلك وأكثر على المنصت لها أن يكون ماهراً في فرز غث الأصوات الوطنية وسمينها فيجيد تمييز غث الحناجر الوطنية تلك التي تتزلف طمعاً في مال أو ربما مرغمين من الخشية. على المنصت لسناء أن ينصت بروح الحرية والإنسان ذلك الذي زرع كبرياؤه وحصد الوطن. ذلك الإنسان الذي تكونت رفعته من قبل اكتشاف النفط. ذلك الإنسان الذي كان غناه في ما تعلمه من هيبة البحر وعلو السماء، ذلك الإنسان الذي كان رأس ماله ألا يساوم في نقائه.
بقي القول: إن سناء الخراز عملت بمبدأ واضح وبجهد حثيث فكسبت حضورها حدا صار فيه للكويت
رمزان: قماش يرف بخضرته وحمرته وبياضه، وملامح جميلة ترف في صوت سناء الخراز الشامخ.
من مقال لضياء يوسف نشرته صحيفة الرياض السعودية في عددها بتاريخ 31 يناير 2008م

No comments:

Post a Comment